كيف اتعامل مع حماتي المتسلطة ؟؟


من المؤسف جدا أن تكون الحماة في بعض الأحيان سببا مباشرا في حالات طلاق، فتتشتت عائلات و يتشرد أولاد. إنها حقيقة مرّة، أكدتها لي  قاضية تعرفت عليها عندما جلسنا جنبا إلى جنب في الطائرة،  فحكت لي عن قضايا خلع ترفعها الزوجات ضد أزواجهن حتى تتخلصن من جحيم حماتهن أو أهل أزواجهن بصفة عامة. 
لقد لفتت قضايا الخلع هذه نظري، و سألت نفسي ألا يوجد حل آخر سوى الطلاق ؟؟ أليست الحماة كائنا بشريا مثلي و مثلك ؟؟ لِم هذا الخوف الكبير منها و لمَ تفضل بعض الزوجات الطلاق على تجريب وسائل أخرى من شأنها حل المشكلة أو على الأقل التحسين منها ؟؟ 
قارئتي العزيزة، بما انك تتصفحين هذا الموضوع الآن يعني انك تعانين من حماتك صح ؟ حسنا لنحاول ايجاد حل لهذا الموضوع ... أتفهم انزعاجك من حماتك تماما و أدرك أن تدخلها المستمر في حياتك الزوجية أمر غير مقبول و أنه ينغص عليك و يؤثر على علاقتك بنصفك الآخر و لكن تمهلي قليلا و لنحاول أن نتعرف على الأسباب التي تجعل من حماتك "مشكلة" و الحلول التي ربما تفيدك بإذن الله :

١) أولا، تفهمي الدوافع وراء غطرسة حماتك، هي الآن تراك كمنافسة لها، منافسة لها في حب ولدها ووفائه لها :) انه شعور طبيعي فقد انجبته و كبرته و تفردت باهتمامه و اعتماده الكلي عليها لسنوات طوال، و عندما جئت انت احست بانها تخسره فهو الآن يحبك انت و يمضي معك وقتا اكبر، انها حرب نفسية فربما لا تتعمد حماتك ايذاءك انما فقط تريد ان تشعر بأنها مازالت "طرفا" في حياة ولدها، البعض منهن لا يصرحن بهذا الشعور فيلجأن إلى أساليب "مزعجة" للغاية مثل النقد المستمر و محاولة التحكم فيك و في أبنائك . اذن ما هو الحل ؟؟ انا اقترح ان تصبري عليها و تشعريها بانها لم تخسر شيئا يجب ان تحثي زوجك على مهاتفة امه و زيارتها كما يجب عليك ان تشركيها او تستشيريها في بعض الأمور كالطبخ و تربية الأولاد مثلا حتى تكبر مودتك في قلبها و تتوقف عن اختلاق المشاكل. حاولي أن تعامليها كما تحبين أن تعامِل زوجة أخيك أمك و سوف ترين كيف تتغير، ربما لم يعجبك كلامي و لكن صدقيني هذه الطريقة مضمونة بنسبة ٨٠ ٪ .

٢) لاحظي تصرفاتك و كوني صريحة مع نفسك، كيف تتحدثين مع حماتك؟ هل تتعمدين الإساءة إليها خاصة عندما تكونان لوحدكما؟ هل تعيرينها الإهتمام الكافي أم تشعرينها بأنها امرأة مُسنة و مزعجة ؟؟ متى كانت آخر مرة اشتريت لها هدية ؟ أو قمت باعداد طبق شهي و اخذته إليها ؟؟ هل تساعدانها ماليا إذا كان دخلها متواضعا ؟؟ خصصي جزءا من وقتك للإهتمام بحماتك فهذا سوف يدخل السرور على قلبها وقلب زوجك و يزيد من حبه لك ( راجعي موضوع كيف تحافظين على حب زوجك ووفائه لك ؟ ) 

٣) هناك ازواج منصفون، يدافعون على زوجاتهن عند تعرضهن للإساءة من طرف الوالدة لأنهم يدركون جيدا نتائج ذلك على علاقتهم الزوجية ( زوجة غير سعيدة = زواجاغير سعيد ) إذا كنت من غير المحظوظات بزوج كهذا فعليك باعتماد استراتيجية دفاع عن نفسك و هي أن لا تتأثري بتصرفات حماتك العدوانية مثل النقد، الإستهزاء، محاولة إثارة غيرتك ( بالمقارنة بينك و بين الكنة الأخرى مثلا )، عدم الرِضى عن طريقتك في تربية الأولاد أو نظافة منزلك أو اعدادك للطعام ( القائمة لا تنتهي D: ) يجب ان تفهمي و تقتنعي بأن رأي حماتك فيك ليس بالضرورة صحيحا انما هو عبارة عن محاولة منها للنيل منك لأنك "الكنة التي استحوذت على قلب ولدها" فهي تحاول معاقبتك بأسلوب غير مباشر. يجب أن يكون تقديرك الذاتي لنفسك كبيرا و أن تعملي على زيادة ثقتك بنفسك كل يوم و حذار من معاملتك لحماتك بالمثل خاصة أمام زوجك لأن هذا ما تريده هي، دعيه يرى كل شيء بنفسه فهو ليس غبيا و تذكري أنك لست الوحيدة التي تتعرض إلى إساءة حماتها.

خالتي قماشة D:
٤) إذا كانت حماتك تستمر في الإساءة إليك رغم معاملتك الحسنة لها و اذا باءت كل محاولاتك بالفشل في بناء علاقة ود و احترام بينكما فاعرفي انه قد حان الوقت للحد من تواجدك معها في نفس المكان ( أو الإبتعاد عنها تماما إذا كانت غليظة الطباع سليطة اللسان ناكرة للجميل ) ، لا تمنعي زوجك أو أبناءك من التواصل معها و اشرحي له الدوافع التي أدت بك إلى اتخاذ هذا القرار مع مراعاة عدم ذكرها بسوء أو وصفها وصفا قبيحا فهي في النهاية أمه، فقط اخبريه بأنها تؤثر على سعادتك و اتزانك بانتقادها المستمر لك و أنك تريدين المحافظة على علاقة الإحترام بينكما و لا يمكن تحقيق ذلك إلا بهذه الطريقة.

٥) صدقيني لا ينصف الله ظالما أبدا ! يجب ان تتأكدي من ذلك، لا تسمحي لأي كان أن يفسد عليك فرحتك، سامحي حماتك فالكره شعور مدمر،  تحلي بالصبر و التعقل و سوف تتحسن أمورك بإذن الله.
شاركينا بآرائك و شكرا على وفائك لمدونتي :) 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق